📁 آخر الأخبار

أهمية دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة

في الفترة الأخيرة، واجه العديد من الأشخاص تحديات كبيرة أدت إلى فقدان وظائفهم، مما جعلهم يفكرون في استثمار مدخراتهم لبدء مشروع صغير يمنحهم مصدر دخل مميز ومستقل، آخرون ربما شعروا بالملل من العمل لدى الآخرين، وأصبح حلمهم امتلاك مشروع خاص يحقق لهم الاستقلالية المالية، أما العائدون من الغربة، فيسعون غالبًا لاستثمار "تحويشة العمر" في مشروع يغنيهم عن البدء من الصفر مرة أخرى.

دراسة الجدوى

لكن، هل يكفي الحلم والشغف لبدء مشروع ناجح؟ لماذا اخترت هذا المشروع بالتحديد؟ هل هو الخيار الأمثل؟ وكيف تضمن أن الناس سيقبلون عليه بمجرد افتتاحه؟ أم أن الأفضل لك أن تحتفظ بمالك دون المغامرة؟

الإجابة على هذه التساؤلات تتطلب أداة مهمة تُسمى دراسة الجدوى، فـ أهمية دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة تكمن في أنها الخطوة الأساسية التي تساعدك على فهم مدى جدوى المشروع وتحقيقه للنجاح الذي تطمح إليه، وفي هذا المقال من موقع الربح بالعربي، سنستعرض معًا كل ما تحتاج لمعرفته لضمان اتخاذ القرار السليم بشأن مشروعك القادم.

أهمية دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة

يُقال إن هناك قاعدتين ذهبيتين في عالم الاستثمار الأولى هي "لا تخسر أموالك أبدًا"، أما الثانية هي عدم نسيان القاعدة الأولى أبداً، وهذه القاعدة الشهيرة للمستثمر الأمريكي وارن بافت تلخص أهم المبادئ الأساسية للاستثمار الناجح.

المغزى من هذه القاعدة هو أن أي مستثمر يجب أن تكون خطواته مدروسة ومبنية على أسس واضحة، مع حساب المخاطر بدقة وتوقع العوائد المحتملة قبل اتخاذ أي قرار استثماري.

عند الحديث عن أهمية دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة، نجد أنها الوسيلة التي تمكنك من معرفة مستقبل المشروع، مثل التكاليف المتوقعة، الأرباح المحتملة، والمدة الزمنية لتحقيق النجاح، فمن الضروري أن تعتمد على دراسة شاملة ومُحكمة بدلاً من الاعتماد فقط على الإحساس أو الحماس، كما يفعل الكثيرون.

هناك العديد من الطرق والأساليب لإعداد دراسة الجدوى، وتختلف هذه الطرق حسب طبيعة المشروع والمجال الذي ينتمي إليه، ولكن بشكل عام، يمكن تقسيم دراسة الجدوى إلى أربع أقسام رئيسية:

  1. الدراسة السوقية: تحليل السوق المستهدف، المنافسة، واحتياجات العملاء.
  2. الدراسة الفنية: تقييم الموارد المطلوبة، والإمكانات التقنية اللازمة.
  3. الدراسة القانونية: التأكد من أن المشروع متوافق مع القوانين واللوائح المحلية الخاصة بالبلد الذي سيقام على أرضه المشروع.
  4. الدراسة المالية: تحليل التكاليف والعوائد لتحديد مدى ربحية المشروع.

في الفقرات القادمة، سنستعرض هذه الأقسام بالتفصيل ونوضح كيف يمكن تطبيقها على المشروعات الصغيرة لضمان النجاح وتقليل المخاطر.

أهمية دراسة السوق في دراسة الجدوى

تُعد دراسة السوق واحدة من أهم وأصعب أجزاء دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة، لكنها ركن أساسي لا يمكن تجاوزه إذا كنت ترغب في ضمان نجاح مشروعك، تجاهل هذا الجزء قد يؤدي إلى قرارات استثمارية خاطئة وخسائر كبيرة.

لنأخذ مثالًا شائعًا: شخص يقرر فتح مطعم في أي مكان دون دراسة للسوق، قد يكون تفكيره مبنيًا على منطق بسيط، مثل "الناس لن تتوقف عن الأكل"، وهو أمر صحيح.

ولكن، الواقع مختلف تمامًا؛ ليس كل المطاعم تجذب الزبائن، خاصة إذا كانت مكررة أو لا تقدم قيمة مميزة، بل الحقيقة المؤلمة هي أن جزءًا كبيرًا من المطاعم يفشل ويُغلق خلال السنة الأولى من افتتاحه.

هذا التصور الخاطئ يُعرف بـ "الانحياز إلى الناجين" (Survivorship Bias)، وهي مغالطة منطقية للغاية حيث تجعل تركيزنا على قصص النجاح دون أن نلتفت إلى العدد الكبير من المشاريع التي فشلت بصمت واختفت دون أن تترك أثرًا، كما أوضح البروفيسور نسيم طالب في كتابه "خُدع بالعشوائية"، أن الفشل غالبًا لا يُرى لأن من يفشل يختفي ببساطة، في حين أن قصص النجاح تُسلط عليها الأضواء.

المطاعم هي واحدة من الأمثلة البارزة على المشاريع التي تتطلب دراسة سوق دقيقة، وكثيرون يدخلون هذا المجال بحماس كبير، مستثمرين كل ما لديهم من أموال دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إعداد دراسة جدوى بسيطة، والنتيجة؟ صدمة مريرة عندما يواجهون الواقع بأن معظم المطاعم تفشل وتُغلق في صمت.

لذلك، إذا كنت تخطط لبدء مشروع صغير، يجب أن تسأل نفسك: هل السوق يحتاج فعلاً هذا المشروع؟ هل ستتمكن من التميز في ظل المنافسة؟ الإجابة على هذه الأسئلة تأتي فقط من خلال دراسة السوق بشكل دقيق، وهي الخطوة الأولى نحو اتخاذ قرار استثماري مدروس وناجح.

دراسة السوق وتحديد حجم العملاء المحتملين

أحد أهم عناصر دراسة الجدوى للمشروعات الصغيرة هو فهم حجم السوق والعملاء المحتملين، كلما زاد عدد الأشخاص المستعدين لدفع المال مقابل منتجك أو خدمتك، كلما زادت فرص نجاح المشروع وتحقيق أرباح تغطي التكاليف سريعًا وتضمن عائدًا مربحًا.

لكن السؤال هنا: كيف تحدد حجم السوق وعدد العملاء المحتملين؟

  1. التحقق من السوق والمنافسة: قم بزيارة المنطقة التي تخطط لبدء مشروعك فيها، لاحظ وجود المنافسين، عددهم، ومدى الإقبال عليهم، وقد تجد معلومات قيمة حول الفجوات في السوق أو فرص للتفوق.

  2. دراسة طبيعة السكان المحليين: احرص على فهم طبيعة سكان المنطقة، مستواهم المادي، وخلفياتهم الاجتماعية، وليس بالضرورة أن تصل إلى أرقام دقيقة، ولكن عليك أن تستوعب مدى احتياج الناس هناك لخدمتك أو منتجك.

  3. استطلاع رأي المستهلكين: اسأل السكان بشكل مباشر، أو استخدم أدوات استطلاعات الرأي، حاول قياس مدى اهتمامهم بالمنتج أو الخدمة التي تخطط لتقديمها، هذه الخطوة ستمنحك فكرة واضحة عن حجم الطلب المحتمل.

  4. معرفة المنافسين وتحليلهم: بمجرد دخولك السوق، سيقوم العملاء بمقارنتك مع المنافسين، لذلك من الضروري أن تعرف هوية منافسيك، نقاط قوتهم، وما يميزهم عن غيرهم، وبناءً على هذه المعلومات، يمكنك تحديد الميزة التنافسية التي ستجعل مشروعك مميزًا.

  5. أهمية رأي العملاء: لا تعتمد فقط على رأيك الخاص في تحديد نجاح منتجك، رأي العملاء هو العامل الحاسم، وإذا كنت مقتنعًا بأن منتجك مثالي، لكنه لا يلقى إعجاب العملاء، فستواجه صعوبات، النجاح لا يتحقق بمجرد امتلاك ميزة؛ بل عندما يدرك العملاء هذه الميزة ويقتنعون بها.

باختصار، دراسة السوق لا تهدف فقط لمعرفة المنافسة، بل أيضًا لفهم توقعات العملاء واحتياجاتهم، هذه الخطوات تُعتبر حجر الأساس لضمان نجاح أي مشروع صغير وتجنب المخاطر.

الفريق والموارد: ركائز أساسية لنجاح المشروع

يُعد الفريق والموارد من الجوانب المحورية التي تُحدد مصير أي مشروع، سواءً بالنجاح أو الفشل، لذا دعونا نتناول هذين الجانبين بشيءٍ من التفصيل:

النقطة الأولى: الفريق أو طاقم العمل

لنجاح أي مشروع، يجب أن يتمتع الأفراد الذين يقومون بإدارته وتشغيله بالمهارات والخبرات اللازمة، على سبيل المثال:

  • لا يمكن أن تفتتح مركزًا لصيانة السيارات وتشغل به أفرادًا يفتقرون إلى الكفاءة أو الخبرة، لأن ذلك قد يؤدي إلى إتلاف السيارات وتراجع ثقة العملاء.
  • كما أن وجود مدير عصبي لا يُحسن التعامل مع الآخرين قد يؤثر سلبًا على سمعة المشروع وعلاقته بالعملاء.
  • إن الإدارة الجيدة قادرة على تطوير أي مشروع، وجعله يتفوق على المنافسين ويحقق النجاح.

لذلك، يُعتبر فريق العمل، من الإدارة وحتى أصغر عامل، عنصرًا حيويًا وحاسمًا في تحديد فرص نجاح المشروع أو فشله.

النقطة الثانية: الموارد

يحتاج كل مشروع إلى موارد محددة للوصول إلى مرحلة التشغيل الفعلي، وتشمل هذه الموارد:

  • المكان: اختيار موقع مناسب يُلبي احتياجات العملاء المستهدفين.
  • المعدات والتجهيزات: مثل الأدوات اللازمة للعمل في مشاريع الصيانة أو الإنتاج.
  • التكنولوجيا: إذا كان المشروع يتطلب استخدام تقنيات حديثة، فلا بد من توفيرها لضمان استمرارية العمل وتحقيق الكفاءة.

إذا كانت الموارد الأساسية غير متوفرة، فلن يكون من الممكن إطلاق المشروع بشكل ناجح، لأن عدم توفر التجهيزات اللازمة قد يؤدي إلى خسائر مالية ومشاكل تشغيلية في المستقبل.

الفريق والموارد هما الركيزتان الأساسيتان لأي مشروع ناجح، فبدون فريق عمل كفء وموارد كافية، سيبقى المشروع عرضة للتعثر، ولن يتمكن من تحقيق أهدافه أو التفوق في السوق.

الجانب القانوني: أساس نجاح واستمرارية المشروع

عندما نتحدث عن الجانب القانوني في دراسة الجدوى للمشروع، فإننا نتطرق إلى عنصر لا يمكن التغاضي عنه، حيث يلعب دورًا محوريًا في ضمان استمرارية المشروع وتجنب المشكلات التي قد تعصف به.

أهمية الإلمام بالقوانين والتشريعات

قبل البدء في أي مشروع، من الضروري أن تكون على دراية بالقوانين والأنظمة التي تحكم النشاط الذي ترغب في دخوله، ومن بين الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار:

  • التراخيص والتصاريح المطلوبة: التأكد من الحصول على جميع التراخيص اللازمة قبل إطلاق المشروع.
  • اللوائح التنظيمية: فهم القوانين التي تنظم النشاط التجاري، مثل قوانين الصحة والسلامة إذا كان المشروع مطعمًا، أو قوانين حماية المستهلك إذا كان المشروع يتعلق ببيع المنتجات.
  • الالتزامات الضريبية: معرفة الضرائب التي يجب تسديدها وكيفية تسجيل المشروع لدى الجهات المعنية.

تأثير الإهمال القانوني

الإهمال في هذا الجانب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مثل:

  • إغلاق المشروع نتيجة عدم الالتزام بالقوانين.
  • فرض غرامات مالية كبيرة بسبب تجاوز اللوائح.
  • تعرّض المشروع لنزاعات قانونية مع العملاء أو الجهات الرقابية.

الاستعانة بالخبراء القانونيين

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري الاستعانة بخبراء قانونيين أو محامين مختصين لتجنب أي مشكلات قانونية، فهم يقدمون الإرشادات اللازمة لضمان توافق المشروع مع القوانين المحلية والدولية، إن وجدت.

الجدوى المالية للمشروع

الجانب المالي هو الأهم في دراسة الجدوى، حيث يتعامل مع كل الأرقام والتوقعات المالية للمشروع، بعد أن تكون قد درست السوق وكنت قد حددت عدد العملاء المحتملين، يأتي دور تقدير المبيعات المتوقعة، ولكن هذه العملية ليست بسيطة وتتطلب النظر في الكثير من التفاصيل.

تقدير حجم المبيعات

الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها هي تقدير عدد المبيعات المحتملة بناءً على حجم السوق الذي حددته، أي أنه بعد أن تعرف عدد العملاء الذين يمكنك جذبهم، يجب عليك تقدير حجم المبيعات لكل عميل من خلال حساب عدد المنتجات أو الخدمات التي يمكن أن يشتريها العملاء من مشروعك.

لكن، لا تعتقد أن الأمر بهذه السهولة. يوجد العديد من الطرق والأساليب التي يمكن استخدامها لتقدير المبيعات بشكل أكثر دقة، والتي قد تتطلب مقالات طويلة لشرحها بالكامل، لكن يمكن تلخيص النصيحة الرئيسية هنا في نقطة مهمة:

  • الواقعية والتواضع في التوقعات: لا تعتمد فقط على الوعود أو تصريحات الأشخاص الذين قمت باستطلاع آرائهم في مرحلة دراسة السوق، قد يقول البعض أنهم سيشترون المنتج عندما يصبح متاحًا في مكان قريب منهم، وإذا أخرجت لهم المنتج قد لا يشترونه.

الاحتياطات والتوقعات

من المهم جدًا أن تكون حذرًا عندما تحاول تقدير حجم المبيعات، إذا قال لك ألف شخص أنهم سيشترون المنتج، عليك أن تكون حذرًا في تقديرك.

من الأفضل أن تتوقع مبالغ صغيرة وتكون متحفزًا، بدلاً من أن تبني تقديراتك على أرقام مبالغ فيها ثم تفاجأ بعدم تحقيقها، وإذا حصلت على مبيعات أكبر من المتوقع، فهذا أفضل بكثير من العكس.

مقارنة الإيرادات بالتكاليف

بعد أن تقوم بتحديد الإيرادات المحتملة، يجب عليك أن تقارن هذه الإيرادات مع التكاليف الثابتة والمتغيرة للمشروع، والتكاليف الثابتة تشمل الإيجار والأجور، بينما التكاليف المتغيرة تشمل التكاليف التي تتغير حسب حجم الإنتاج أو المبيعات، ومن خلال هذه المقارنة، ستتمكن من معرفة إذا كان المشروع قادرًا على تغطية مصاريفه وتحقيق ربح.

بهذا الشكل، تستطيع التحقق ما إذا كان المشروع يستحق الاستثمار أم لا، من المهم أن تتذكر أن دراسة الجدوى ليست عملية سهلة أو سريعة، بل هي عملية تتطلب الكثير من التحليل والبحث، وتقديم تقديرات دقيقة تساعد في اتخاذ القرار النهائي.

هل العائد من المشروع جيد أم لا؟

عند الإجابة على هذا السؤال، يجب أن تأخذ في اعتبارك أربعة نقاط أساسية:

  1. حجم رأس المال الذي ستضخه في المشروع: هل المبلغ الذي ستستثمره كبير بما يكفي لتحقيق العائد المطلوب؟
  2. العائد المتوقع: كم سيستغرق المشروع لتحقيق هذا العائد؟ هل العائد الذي تتوقعه يتناسب مع المدة والمخاطر؟
  3. درجة المخاطرة: ما هي المخاطر التي ستتحملها في المشروع؟ وهل أنت مستعد لتحملها؟
  4. الفرصة البديلة: هل هناك فرص استثمارية أخرى يمكن أن تحقق لك عائدًا أعلى أو مخاطر أقل؟

قرارك في تنفيذ أو عدم تنفيذ المشروع يجب أن يكون مبنيًا على تقييمك لهذه النقاط الأربع، على سبيل المثال، إذا كنت ستضع رأس مال ضخم في مشروع لن يبدأ بتحقيق العوائد إلا بعد فترة طويلة، فذلك يعني أنك تتحمل مخاطر كبيرة.

إذا لم يكن العائد المتوقع كافيًا مقابل هذه المخاطر، يجب أن تعيد النظر في المشروع، خاصة إذا كانت هناك خيارات استثمارية أخرى أكثر أمانًا وتحقق عوائد أسرع أو أعلى.

من جهة أخرى، إذا كنت تقارن بين مشروع تجاري جديد ووظيفة ثابتة توفر لك دخلًا ثابتًا، فليس من المعقول أن تترك وظيفة تجني منها 1000 دولار شهريًا لمشروع لن يحقق سوى 400 دولار شهريًا بعد المصاريف.

أثناء اتخاذ قرارك، يجب أن تكون حذرًا من التوقعات غير الواقعية التي غالبًا ما تكون نتيجة "التحيز للتفاؤل" أو "Optimism Bias"، حيث يميل الناس إلى تقدير النتائج الإيجابية بشكل مبالغ فيه وتقليل احتمال حدوث الفشل.

كما ذكر الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، دانيال كانمان، في كتابه "التفكير بسرعة وببطء"، فإن المديرين في كثير من الأحيان يبالغون في تقدير المكاسب المحتملة ويتجاهلون احتمال الفشل أو الحسابات الخاطئة.

التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق، والفشل غالبًا يبدأ من لحظة تجاهل هذه التفاصيل أو القفز فوقها.

أسباب فشل المشاريع وكيفية تجنبها

في أمريكا، على سبيل المثال، تشير بيانات مكتب إحصائيات العمل إلى أن ما يقرب من نصف المشاريع الجديدة لا تكمل خمس سنوات وتغلق، ما يهم هنا ليس نسبة الفشل فقط، ولكن الأسباب التي تؤدي إلى فشل هذه المشاريع، وعلى سبيل المثال:

  • السوق غير محتاج للمنتج أو الخدمة: بعض المشاريع تفتقر إلى دراسة دقيقة للسوق، مما يجعل المنتج أو الخدمة التي تقدمها غير ملائمة أو غير مرغوبة من قبل العملاء.
  • نفاد المال: في بعض الأحيان، ينفد رأس المال قبل أن تتمكن المشاريع من تحقيق العوائد المتوقعة، مما يؤدي إلى توقفها.
  • المنافسة الشديدة: قد تجد نفسك في سوق مزدحم حيث المنافسة قوية جدًا، مما يجعل من الصعب الحصول على حصة سوقية مربحة.
  • مشاكل في التسعير والتكاليف: بعض المشاريع تفشل بسبب تقديرات غير دقيقة للتكاليف أو التسعير المبالغ فيه، مما يجعل من الصعب الحفاظ على ربحية المشروع.

هذه الأسباب تجعل من الضروري التفكير جيدًا قبل اتخاذ قرار تنفيذ أي مشروع، ولا نقول هنا أنه يجب أن تبتعد عن المخاطرة، فالمخاطرة هي جوهر الاستثمار، لكن من الأفضل أن تكون المخاطر محسوبة.

وبالمناسبة، ليس كل المشاريع تناسب جميع الأشخاص، حتى لو كانت مربحة، على سبيل المثال، المشروع الذي يناسب شخصًا مثل "مصطفى" قد لا يناسب شخصًا آخر مثل "أحمد" أو "مروى"، والسبب هو أن الوضع المالي لمصطفى قد يتيح له تحمل مخاطر أكبر من الآخرين.

أهمية مدير المشروع

الجزء الذي لا يمكن تجاهله في أي مشروع هو إدارة المشروع، أغلب الأشخاص الذين يفتحون مشاريع بأموالهم يعتقدون أنهم قادرون على إدارة المشروع بأنفسهم، ولكن في كثير من الأحيان يكون ذلك نقطة ضعف قاتلة للمشروع

يجب أن يكون هدفك الرئيسي هو تحقيق النجاح للمشروع، وأي شيء قد يعرقل هذا الهدف، حتى لو كان ذلك أنك أنت مدير المشروع، يجب تجنبه.

من الأمور التي يجب أن تضعها في اعتبارك عند التفكير في إدارة المشروع:

  • صانع قرار حاسم: يجب أن يكون المدير قادرًا على اتخاذ القرارات بسرعة وحسم.
  • تحمل المسؤولية: المدير يجب أن يتحمل كامل المسؤولية عن سير المشروع.
  • خبرة في المجال: الخبرة المتعمقة في المجال الذي يعمل فيه المشروع تعد من الصفات الأساسية.
  • إدارة الفريق بكفاءة: يجب أن يمتلك المدير القدرة على إدارة الفريق وتحفيزه لتحقيق أفضل النتائج.

إذا كانت هذه الصفات متوفرة فيك، فتوكل على الله وابدأ في إدارة المشروع بنفسك، ولكن إذا لم تكن تمتلكها، فلا تتردد في البحث عن شخص يمتلك هذه الصفات وتسليمه إدارة المشروع، ولا تعرض رأس مالك للخطر بسبب عدم الكفاءة في إدارة المشروع.

الاستعانة بشركة متخصصة في دراسات الجدوى

من الأفضل دائمًا أن تستعين بشركة متخصصة لإعداد دراسات الجدوى لمشروعك، شركات الدراسات هذه تمتلك الخبرة والأدوات التي تضمن لك نتائج دقيقة تساعد في تحديد فرص نجاح المشروع أو فشله.

ورغم أن هذه الدراسات قد تحتاج إلى وقت وجهد ومال، إلا أن تكلفتها تبقى أقل بكثير من الخسائر التي قد تتكبدها إذا قررت المضي قدمًا في مشروع دون دراسته بشكل جيد.

إذا تبين من خلال الدراسة أن مشروعك، بناءً على المعطيات المتاحة، لن يحقق النجاح أو لن يغطي تكاليفه، فإنك بذلك تتجنب الوقوع في فخ الخسارة.

في النهاية، من الأفضل أن تتعرف على وضع مشروعك مسبقًا، سواء كان في الاتجاه الصحيح أو لا، بدلاً من أن تضع رأس المال أو جزءًا كبيرًا منه في مشروع قد يفشل بسبب غياب التخطيط السليم.

كان هذا ملخصًا سريعًا لشرح أهمية دراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة في تحديد فرص نجاح المشاريع التجارية، ناقشنا العديد من الجوانب التي يجب أن تأخذها في الاعتبار قبل بدء أي مشروع، من دراسة السوق والموارد إلى الجوانب القانونية والتكاليف، نأمل أن يكون هذا قد ساعدك في فهم كيفية التخطيط لمشروعك بشكل أفضل، ونتمنى لك التوفيق في مشاريعك الحالية والمستقبلية.

تعليقات